• قالب جميل ومناسب للمدونات الشخصية ، يحتوي على العديد من الميزات والسمات الانيقة
  • نسخة مطورة من قالب مدونة رشيد ، قالب مناسب للمدونات الشخصية ويوجد به عدة اضافات
  •  تعرف على افضل عشرة مدونات على مستوى العالم ، للتبين اين انت من هؤلاء
  •  تعرف على قائمة اكثر 30 مدونة عالمية تحقق الربح من التدوين ، وتعرف على السر الحقيقي وراء تحقيقهم لهذه الاموال من المدونات
  • اجعل صندوق التعليق في مدونتك اكثر احترافية ، واضف عليه الوان جميلة لتبهر زوار مدونتك بأناقته

السموم وثاثيرها علي صحة الانسان والحيوان

الثلاثاء، 17 أبريل 2012

المقدمة
يعيش الإنسان فى بيئة تحتوى على ما يزيد عن عشرة آلاف مركب كيماوى، ويضاف إليها سنوياً ما يقرب من 700 إلى 1000 مركب جديد. وسنحاول فى هذا المقال أن نلقى الضوء على أهم مصادر هذه المركبات السامة وكيف تصيب أجهزة الجسم المختلفة بالعديد من العلل والأمراض.

أولا - المصادر المختلفة للسموم:

1- الهواء Air :

يتعرض الإنسان فى حياته اليومية لاستنشاق الكثير من المركبات السامة القادرة على إحداث الأذى والتلف لجهازه التنفسى، ففى المنزل يؤدى الطبخ بالغازGas cooking إلى انبعاث ثانى أ**يد النتروجين وأول أ**يد الكربون، وقد يصلا إلى تركيزات مرتفعة فى المطبخ حول الموقد، ويؤدى زيادة إحكام غلق المنازل وأماكن العمل بهدف توفير الطاقة إلى زيادة تركيز الملوثات بالداخل. والهواء فى أجواء المدن الصناعية Industrial atmospheres يحتوى على كثير من المواد السامة مقارنة بمثيله فى المناطق الريفية.

ومن المثير أن نعرف أن ممارسة التمرينات الرياضية فى الأماكن الملوثة له من المضار أكثر من المنافع، حيث يتعرض الإنسان لاستنشاق جرعات من السموم أكثر من تلك التى ينالها أثناء الراحة بسبب زيادة سرعة التنفس الذى يصاحب النشاط العضلى. وفى الدول الصناعية كانت المصانع التى تبث الدخان والهباب القاتل فى الجو هى السبب الرئيسى لتلوث الهواء، أما اليوم فتشير التقارير إلى أن السيارات قد تصدرت القائمة، ففى دراسة صدرت عن مستشفى سان جورج الطبية فى لندن وجد أن الملوثات المنبعثة من عوادم السيارات هى السبب فى حدوث 2% من الأزمات القلبية التى تم علاجها هناك؛ وعلى مستوى بريطانيا كلها فان هذه النسبة تعادل 6000 أزمة قلبية كل عام؛ لذلك لم يشكل التصريح الذى أعلنته وزارة الصحة البريطانية مفاجأة كبيرة للبريطانيين ومفاده أن تلوث الهواء فى بريطانيا يتسبب فى وفاة ما بين 12 إلى 14 ألفا من المواطنين كل عام، بالإضافة إلى ما يقرب من 14 إلى 24 ألفا يتلقون العلاج بالمستشفيات. كما تعتبر معدلات الإصابة بالحساسية الصدرية والربو فى بريطانيا من أعلى المعدلات فى أوروبا حيث تصيب واحدا من كل 25 من البالغين وواحدا من كل سبعة أطفال0

ومن الجدير بالذكر أن استنشاق الهواء الملوث بعوادم السيارات أكثر خطورة على الصحة من تناول الأغذية الملوثة، حيث أنه فى الحالة الأولى تنتقل الملوثات بنسبة 100% من الهواء المستنشق إلى الدم، أما فى حالة الملوثات المأخوذة عن طريق الغذاء فإن نسبة معينة منها فقط هى التى تمتص من الأمعاء إلى الدم والجزء الباقى قد يكون مركبات غير ذائبة تخرج عن طريق البراز.

هل نضحى بالسيارات من أجل صحة أفضل؟

قبل أن تجيب عن هذا السؤال ينبغى أن تعرف أولاً أن العادم المنبعث من معظم السيارات يحتوى على أربعة أنواع من السموم الخطيرة:

أ- أول وثانى أ**يد الكربون : أول أ**يد الكربون COغاز عديم اللون والرائحة- هذه توضع فى ميزان سيئاته- وهو ينتج بسبب الاحتراق الغير كامل للوقود، ولذلك فإنه مكون رئيسى من مكونات عوادم السيارات، وتشير التقارير إلى أن قطاع النقل يولد 60% منCO الموجود فى الجو على المستوى العالمى. والتسمم بهذا الغاز يعتبر من أكثر أنواع التسمم شهرة وخطورة، فهو يتحد بشراهة بالهيموجلوبين الموجود فى كرات الدم الحمراء فيعوقها بالتالى عن القيام بأداء وظيفتها الطبيعية فى حمل الأ**جين لجميع خلايا الجسم فيحدث الاختناق Anemic hypoxia بسبب عدم وصول الأ**جين إلى المخ؛ وقد تم اكتشاف هذه العملية قديماً (1865م) على يد العالم الفرنسى الشهير كلودبرنارد Clude Bernard ، وأمكن صياغتها رياضياً بواسطة دوجلاس وهالدين Douglas & Haldane سنة 1912م فى صورة معادلة عرفت باسم معادلة هالدين، وتحدد العلاقة بين غاز CO، وغاز الأ**جين ومقدرتهما على الاتحاد بالهيموجلوبين (الحديدوز Ferrous بداخله)، حيث يتحد CO بشراهة مع الهيموجلوبين محولاً إياه إلى كاربو**ى هيموجلوبين (COHb) بدلا من الأ**ى هيموجلوبين المعتاد. ولحسن الحظ (إلى حد ما) فإن هذه المادة (COHb) – رغم سميتها الشديدة – إلا أنها قابلة للتحلل، والتخلص من CO عن طريق الرئتين إذا ما تم تهوية المكان وتعريض الشخص المصاب للأ**جين، وبالتالى يعود الهيموجلوبين الى طبيعته ويتحد بالأ**يجين. أما إذا ما استمر التعرض لغاز CO مدة طويلة بكميات كبيرة فيحدث اختناق وتلف مستديم Permanent damage للخلايا العصبية فى المخ ثم تحدث الوفاة0

ويعد التلوث بغاز CO من أخطر أنواع التلوث التى يتعرض لها الإنسان خاصة المرضى والمسنين والأطفال والحوامل0 فقد أوضحت الدراسات التى أجريت فى مصر أن التسمم بهذا الغاز يشكل 63% من أسباب الإعاقة لدى الأطفال مقارنة بأنواع التلوث الأخرى المسببة للإعاقة. وقد بلغ عدد الأطفال المصابين بالإعاقة بسبب التلوث بصفة عامة حوالى 3.5 مليون طفل.

وتشير الدراسات أيضاً إلى أن الأجنة والنساء الحوامل كانوا من أكثر الفئات تعرضاً وتأثراً بتلوث الهواء بغاز CO ، وأن الكاربو**ى هيموجلوبين يتركز فى دماء الأجنة بحوالى ثلاثة أضعاف تركيزه فى دماء أمهاتهم0

وبالمثل فان ثانى أ**يد الكربون CO2 من الغازات الضارة بصحة الإنسان لأنه يتحد أيضا بهيموجلوبين الدم، وكلما زاد تركيزه فى أنسجة الجسم قلت قابلية الهيموجلوبين للاتحاد بالأ**جين (هو مايعرف بتأثير بوهر Bohr)، ولذلك فإنه يسبب الاختناق عند زيادة معدلاته بدرجة كبيرة.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الأنشطة البشرية تتسبب فى اطلاق 177 مليون طن من CO2 على مستوى العالم، وفى الكويت وحدها أدت حرائق آبار النفط (حوالى 8 ملايين برميل يوميا) بسبب الغزو العراقى إلى اطلاق حوالى مليونى طن من هذا الغاز فى سماء الكويت. ويؤدى غاز CO2 رفع درجة حرارة مناخ الكرة الأرضية، وهو ما يعرف بتأثير الدفيئة أو الصوبة الزجاجية Greenhouse effect، فالأشعة الشمسية عندما تصل إلى سطح الأرض يتم امتصاص جزء منها وانعكاس الجزء الآخر، هذا الجزء الأخير لا يمر بطلاقة عبر الهواء الجوى إلى الفضاء بل يتم امتصاص جزء منه بواسطة CO2 وبخار الماء وغازات أخرى فيسخن الهواء، ويقوم بدوره باطلاق بعض الحرارة إلى الأرض، وبالتالى تصبح الأرض أكثر دفئا نتيجة هذا الاحتباس الحرارى. ويساهم غاز CO2 بمقدار النصف فى حدوث هذا التسخين وتساهم غازات الكلوروفلوروكربون (CFC) مع بقية الغازات بالنصف الآخر. ويعتقد أن ارتفاع درجة حرارة الأرض بسبب غازات الدفيئة هو السبب وراء ارتفاع مياه البحار وكثرة الفيضانات والعواصف وانخفاض معدلات سقوط الأمطار وقلة المياه الصالحة للشرب، ويتوقع الخبراء اختفاء 19% من الأراضى الزراعية فى مصر بحلول عام 2050م، كما أن المحاصيل الزراعية فى مختلف دول العالم ستنخفض بشكل كبير فى المستقبل إذا لم تتخذ الاحتياطات الكافية للحد من التلوث.

ب- أكاسيد النتروجين ((NO & NO2، ثانى أ**يد الكبريت SO2: تنبعث هذه الأكاسيد الحمضية من محركات الديزل ومن المصانع أيضاً، وتسبب أضراراً رئوية خطيرة، حتى فى المستويات المنخفضة منها فإنها تؤذى المصابين بالحساسية الصدرية والربو، وتزداد خطورة هذه الأكاسيد عند سقوط الأمطار حيث تتحد مع مياه الأمطار مكونة أحماض حمضية تسقط فوق رؤوس المشاة، وينتقل هذا المطر الحمضى Acid rain بفعل الرياح ويتساقط فوق الغابات والأنهار والبحيرات والأراضى الزراعية فيلوثها ويقضى على الحياة فيها. وقد لاحظ العلماء أن المطر الذى يسقط فوق أوروبا حالياً يحوى من الحامض حوالى ثمانين ضعفا عما كان عليه سنة 1950م. هذا بالإضافة إلى أن المطر الحمضى أثناء سقوطه يختلط بكثير من المعادن السامة مثل الزئبق والزنك والألمنيوم والرصاص والمنجنيز فيؤدى الى اختناق وتسمم الكثير من الكائنات الحية.

ج- الأوزون الأرضى Ground-level ozone : هو أحد الملوثات القوية، والذى يتركب من ثلاث ذرات من الأكسجينO3، وهو يختلف فى ذلك عن الأكسجين الذى نستنشقه (ذرتان فقط O2)، والأوزون الأرضى يتكون نتيجة التفاعل الكيماوى بين أكاسيد النتروجين والهيدروكربونات البترولية، وبتأثير أشعة الشمس، ولذلك تزداد موجات التلوث الأوزونى فى فصل الصيف. ويجب ألا يتم الخلط بين الأوزون الأرضى وأوزون الطبقات العليا من الجوStratospheric ozone ، والموجود على ارتفاع 25-40 كم فوق سطح الأرض، والذى يقوم بامتصاص الأشعة فوق البنفسجية الضارة ومنعها من الوصول الى سطح الأرض، ويتضاءل حجمه أو يقل سمكه بزيادة التلوث. ولولا طبقة الأوزون هذه لقضت الأشعة فوق البنفسجية على الحياة على وجه الأرض.

د- مجموعة الـ PM10 : فى السنوات الحديثة تركز الاهتمام على مجموعة من الملوثات تعرف بـ PM10 ، وقد أطلق عليها هذا الاسم بسبب أن قطر جزيئاتها يبلغ حوالى 10 ميكرون، وبسبب هذا الحجم المتناهى فى الصغر فانها تتجمع فى الرئتين مسببة آلاما شديدة وأزمات تنفسية ومزيدا من العمل فى أقسام الطوارئ بالمستشفيات وقد لا يجدى معها علاج.

وبعد هذا العرض المخيف للمخاطر البيئية والصحية التى نتعرض لها من جراء ركوب السيارات، هل نستطيع أن نضحى بها من أجل سلامتنا وسلامة البيئة ونعتبرها نقمة وليست نعمة.. فى الحقيقة فإننا لا نستطيع الاستغناء عنها تماما بعد أن أصبحت من ضرورات الحياة الحديثة، ولكن من الممكن ترشيد استخدامها كحل سريع للمشكلة، وفى نفس الوقت يجب تطويرها تكنولوجيا من حيث نوع الوقود المستخدم أو طريقة احتراقه حتى لاتسبب أى تلوث للهواء، فى هذه الحالة فقط نستطيع أن ننعم بهواء نقى وصحة جيدة وفى نفس الوقت نتمتع بركوب السيارات وانجاز أعمالنا بسهولة ويسر. ولكن يجب التنبيه إلى أن الاستخدام المكثف للسيارات والاعتماد عليها تماما فى قضاء جميع حاجياتنا وتنقلاتنا يؤدى الى قلة النشاط البدنى مع ما يصاحبه من أمراض عديدة مثل السكر وهشاشة العظام وأمراض القلب والأوعية الدموية كما تؤكد معظم التقارير الطبية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق